عن مسافة الأمان في حياتنا :عصمت الموسوي : يتردد مصطلح مسافة الأمان كثيرا في حياتنا هذه الأيام وذلك على خلفية جائحة كورونا، وضرورة التقيد بالتباعد الجسدي اتقاء لوباء سريع الانتشار، رحم الله امي التي لم تصدق مرض كورونا ولم تقبل به ولم تعترف بمسافة الأمان الضرورية التي اعتمدناها في التعاطي معها منذ بداية الجائحة، بل كانت ترى الأمان الجسدي والإنساني العاطفي في قربنا منها وفي تحلقنا حولها وفي قبلاتنا واحتضاننا وملامستنا لها، كانت تجد في هذا التلاحم والتلاصق بلسم ودواء يعين على مواجهة الم الشيخوخة ومرارة العزلة وقسوة الضجر مسافة الأمان الضرورية للسلامة وحماية الناس كانت غائبة في مرفأ بيروت عندما جرى تخزين مواد شديدة الخطورة وقابلة للاشتعال وتم تأجيل البت في امرها قانونيا وسياسيا وقضائيا حتى انفجرت واودت الى كارثة كبرى، بعد الانفجار طرح التساؤل في كل مكان : كم هو مقدار الأمان الذي يتوفر في منشأتنا الحيوية والخدمية التي تستخدم الأدوات والأجهزة والمواد الخطرة ؟ وهل نحن محصنون من انفجارات مماثلة ؟ لكن قبل ان نستطرد دعونا نتساءل : السنا نتعاطى يوميا مع مسافات الأمان المادية والمعنوية ...