المشاركات

  المقاطعة فعل مقاومة وتغيير : عصمت الموسوي في منتصف الثمانينات استيقظ اهالي لندن والعالم على خبر يقول ان دعاة حماية الحيوان قد قاموا بتسميم قطع شيكولاته   "مارس"   الشهيرة الموجودة على ارفف مخازن الاغذية والبيع في كل مكان ، شركة مارس المتحدة شركة امريكية متعددة الجنسيات تنتج مصانعها السكاكر واطعمة الحيوانات الاليفة ،كان الهدف من هذه الحركة هو معاقبة الشركة على استخدامها للحيوان في تجاربها المعملية ، وعلى اثر ذلك قامت الشركة بسحب كل منتجاتها الموجودة في الاسواق حماية للمستهلك وخشية من من تضرر سمعتها ، وفي فترة وجيزة من هذا الواقعة هبطت مبيعات الشركة العملاقة بشكل كبير ، ولان سوق الشرق الاوسط ومنطقة الخليج تعد سوقا مهمة لهذا المنتج ، فقد تلقيت وقتها دعوة مدفوعة التكاليف   لزيارة مصنع مارس في لندن وتغطية الحدث صحفيا ، تجولنا في المصنع وشاهدنا مراحل التصنيع المختلفة ، طرنا على مقاعد الدرجة الاولى واقمنا في احد فنادق العاصمة البريطانية ذات الخمس نجوم وتناولنا وجاباتنا في اشهر وافخر المطاعم ،وتعد هذه واحدة من اغلى الرحلات الصحفية في حياتي المهنية ،ولا عجب فشركة مارس المتحدة الخا
    قبل السرطان وبعده : عصمت الموسوي يعود اغلب المصابون والمصابات بالسرطان بعد رحلة العلاج والتعافي المضنية والمريرة الى السير عكس الاتجاه السابق والمألوف الذي اتبعوه قبل اكتشاف المرض ، ينتهجون اسلوبا معتدلا ومتوازنا وهادئا في كل شيئ ، بدءا بتعاطي الغذاء السليم والصحي وانتهاء بالمحافظة على مزاج نفسي مريح يحرصون على ابقاءه رائقا بعيدا عن الغضب والتشنج والعصبية ، يصير شعارهم " خذها بسهولة " take it easy   فلا شيئ يستحق تحميله اكثر من طاقته او طاقتهم على استيعابه . يدرك مرضى السرطان في الاوان او ربما بعد فوات الاوان ان لا شيئ مما فعلوه او اختزنوه في انفسهم او حملوه على اكتافهم من اعباء كان جديرا بكل هذا القهر النفسي والتوتر والضغط على الاعصاب . وفي السرطان نلحظ ان المصابين به ينقسمون الى فئتين " وفق اجتهادي الشخصي ومشاهداتي " : فئة تثمن الحياة وتحرص على ما تبقى منها مستمتعة قدر الامكان بما توفر لها من ظروف مغايرة وغير مألوفة محاولة ان تجد زوايا ورؤية ومعنى اخر لحياتها الراهنة والمقبلة ، وفئة ثانية نجدها ناقمة ومتذمرة داخليا وخارجيا ، يتبدى ذلك في اقوالها وممارسات
  صالة التحرير : عصمت الموسوي تبدو صالة التحرير هادئة هاجعة في الصباح الباكر ، فهذه الصالة التي تجمع اغلب المحررين ومن شتى اقسام الصحيفة في الصحافة الورقية التقليدية فلعل وضعها ، قد تغير الان   هذه الصالة سرعان ما تتحول الى مكان صاخب يعلوه الضجيج عند منتصف النهار بعد عودة المحررين من تغطياتهم اليومية في الوزارات والمؤسسات والشركات والجمعيات والاسواق وغيرها، حيث يلتقون بالبشر ويلتقطون ما استطاعوا من صيد متوفر ومتاح وقابل للنشر والتداول ،وليس يخلو شباكهم احيانا من درر وكنوز او ما اصطلح على تسميته "بالسبق الصحفي" الجدير بمانشيات الصفحة الاولى، ثم تبدأ معاركهم الثانية الاصعب لاحقا ، مالذي ينشر ومالذي يُمنع او يؤجل او يختصر او ربما يختزل   الى المستوى الذي يفقد فيه الخبر كل اهميته ومضمونه و يتحول الى "مرقة بدون لحم " . واذا جاد الزمان في تلك اللحظة الزمنية بظروف ملائمة ربما وجد الخبر له مكانا بعد ايام حين يبرد ويخفت وهجه ، بيد ان اعظم مصائب الصحافة حين تأتي الاوامر بحظر النشر تماما في موضوع يشكل مادة دسمة للصحافة والرأي العام ،لكن الصحفين لاييأسون ويمنون النفس بأن تج
  اخبار صحفية عصية على النسيان : عصمت الموسوي في مطلع حياتي المهنية وحين استعرض تجربتي الصحفية في قسم الاخبار اجد ان ثمة اخبار كتبتها وحققت فيها ولكنها ظلت عالقة في ذهني وتأبى الرحيل والنسيان ، واود ان استعرض اليوم بعضا منها لاعرج على نطاق الخبر الصحفي اليوم وامكاناته الهائلة . في نهاية ديسمبر من عام 1958 مطلع ذهبت للتحقيق في ملابسات غرق ثلاثة صيادين في قرية دار كليب، وصلت القرية باكرا في يوم شتوي بارد، ركنت سيارتي بالقرب من احد المنازل وطرقت الباب الذي كان مفتوحا ،القيت السلام وناديت فلم اجد جوابا، خرجت الى البيت الثاني والثالث ، كانت البيوت صغيرة ومتراصة واغلبها مفتوح او موارب وكلها خالية، انشغل الرجال في المقبرة بدفن الصيادين، اما النساء والاطفال فلا ادري اين كانوا ؟ حين عادوا الى بيوتهم بعد ساعة او ساعتين من الانتظار، دعوني للافطار معهم ،واحتفوا بي وتعاونوا معي وامدوني بكل ما يمتلكون من معلومات حول الواقعة وضحاياها ،حيث خرج الثلاثة الذين كانوا في الثلاثين من اعمارهم من بحر المالكية في يوم عاصف وشديد الرياح فاختفوا في البحر ، استخدمت خفر السواحل الطائرات للبحث عنهم على مدى ايام
رسائل القراء الى الصحافة بين الامس واليوم : ندوة مركز كانو الثقافي ، 6/ 6 / 2023 لماذا نعود الى زاوية او صفحة في صحاقة قديمة عمرها اكثر من عشرين او ثلاثين عاما هذه الاطلالة مالذي نفيد منها ؟ وكيف تطورت رسائل القراء في الصحافة المحلية الورقية ولماذا تراجعت اليوم ،وماهي التحديات التي واجهتها سابقا ولاحقا ،وكيف بمقدور صفحة كهذه ان تكون نافذة للحكومة وللمجتمع لمعرفة النواقص وتلافي الاخطاء ورفد المسار التنموي للبلد ؟ وسوف استعرض في هذه الندوة بعض ماضي هذه الصفحات من خلال تجربتي فيها . اشرفت على هذه الزاوية في اخبار الخليج مرة عام 86 ثم مع مطلع صدور الايام عام 89 ثم بعد 10 سنوات مرة اخرى اي عام 2000 ولن استعرض في هذه الندوة كل تلك السنوات وكل رسالة بل سألخص قدر الامكان نمط هذ الرسائل ونوعها والحدود التي حكمتها مع عقد مقارنة بين كل مرحلة زمنية . ·       بريد القراء في اخبار الخليج . في اخبار الخليج عملنا في ظل قانون امن الدولة والذي انعكس ايضا على قانون المطبوعات، وكانت هناك رقابة مشددة على الصحف بل ان هناك رقيب دائم في المطبعة ، وهذا الشخص يفلتر كل المادة الذاهبة الى المطبعة مس
صورة
البحث عن عروس للعدد المقبل : عصمت الموسوي استلمت ادارة تحرير مجلة بانورما الخليج منتصف عام 1991 عندما انتقلت ملكيتها الى مؤسسة الايام ، قبلها كانت بانوراما التي اسسها ورأس تحريرها ابراهيم بشمي وادارها عقيل سوار عام 1980 مجلة فنية ثقافية اجتماعية شاملة ، وقد عملت فيها خولة مطر والراحل خالد البسام وقاسم حداد وامين صالح وعدد من المتعاونين . وبداية لابد من القول ان الانتقال من العمل في صحيفة يومية سياسية تعني بالخبر والتحقيق ومقال الرأي الى مجلة " شهرية " نسائية هو اشبه بالذهاب الى رحلة سياحية استرخائية مريحة ومرفهة ، هنا  وقت مخملي ناعم وهادئ ،فلا قلق على البحث عن المادة الصحفية والقصة الخبرية ولا توتر على موعد التسليم " الديد لاين" ولا نقاشات حادة ومعارك يومية مع "المسموح " والممنوع والمؤجل والمرًحل والمحذوف و التي اتسمت بها صحافة التسعينات ، وحيث يجتهد الصحفيون كل يوم لاقتطاع مساحة حرة خاصة بهم تعكس حرية الراي والتعبير  كما يجدر بها ان تكون هنا في هذه التجربة سأروي تجربتي الشخصية مع مجلة بانوراما او بالاحرى صحافة المرأة كما خبرتها وكيف سعيت لاحداث الفرق بين
  عن الجمال والسعادة : عصمت الموسوي  سؤال : لماذا نلح في طلب الجمال المظهري الى هذا الحد ؟ هل يطلب الجمال لذاته ام من اجل شيئ آخر ،قبل ان اجيب على هذا السؤال ، احيلكم على الاف من مواقع طلاب الجمال والموضة والاناقة على وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والمختلفة ، تأملوا فيها والى ماذا ترمي ؟ هل هدفها ابراز الجمال وتوظيفه والاستفادة والتربح منه ، ام انها شهوة الشهرة ولفت الانظار والمعجبين وتعظيم البزنس عبر تجميع وتكبير المتابعين و اللايكات وكلمات الاستحسان والمديح ؟ ونعلم بداهة ان الجمال هو في حد ذاته غاية ، فالناس تريد التقدير والتفوق والتميز على غيرها ، والجميل يحصل عليه بدون جهد احيانا ،قال احدهم " اسهل شيئ ان تكون جميلا اذ ما عليك الا ان تولد كذلك " لكن ان لم تولد جميلا في عالم ينحني تعظيما للجمال فما عليك الا ان تخلق المستحيل وتبذل الغالي والنفيس للحصول عليه ، لدى الناس يقين عارم ان الجمال جالب للحظ والحضوة والمكانة والتقدير وان الطب التجميلي الحديث وتقنياته المتطورة قدم خدمة كبيرة لطلاب الجمال من الجنسين ، وهو قادر   على صنع وتحقيق المعجزات الجمالية اصلاحا وتعديلا وتر