المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2022
    ريان .... مولد وصاحبه غايب : عصمت الموسوي ربما غافل الطفل المغربي ريان والديه وذهب مدفوعا بحس الفضول الطفولي البريئ لاستكشاف خفايا بئر يراه كل يوم ويثير مخيلته ويتوق لمعرفة اسراره او ربما اسقط عمدا بفعل فاعل في قريته الفقيرة اغران باقليم شفشاون ، لكن ان يتحول ريان الى قصة ذات زخم اعلامي كبير كالذي   شهدناه طوال الخمسة ايام التي مكثها في البئر وان يتسمر المشاهدون امام شاشات البث الحي والمباشر والمتواصل بانتظار معجزة تنقذ الطفل الصغير من الموت المحقق فهو ما سأتناوله في هذا المقال. واقعة ريان الحقيقية والمأساوية بدت للجماهير كبرنامج من تلفزيون الواقع ذات النهايات السعيدة والتي يتابعها الجمهور ويتفاعلون معها والتي تنطوي على الجوائز ،والاعلانات التلفزيونية والارباح وتحقيق الشهرة لابطالها ، ويعرض تلفزيون الواقع حكايات من حياة اشخاص معينين ويرصد ردود افعالهم التي تجتهد كي تكون طبيعية ومطابقة للواقع ، وانطلاقا من هذه الفكرة جاء الفيلم الامريكي الشهير والممتع " ترومان شو " وترومان في الفيلم الذي يعد واحدا من اهم مائة فيلم في السينما العالمية شأن ريان المغربي ، الفرق ان ا...
  متسولون على ارصفة الفراغ : عصمت الموسوي قبل سنوات شاهدت فيلما وثائقيا على احدى محطات التلفزة، الفيلم بسيط ورتيب الايقاع ولا يحمل اي عنصر من عناصر الاثارة " زوجات عباس " فيلم يروي حكاية زوجتين ارملتين ووحيدتين غادرهما الزوج عباس منذ زمن وبقيتا تقطنان البيت نفسه وتتشاركان فيما تبقى لهما من حياة منقضية وخالية من اي عمل او اجتماع بشري ، تقضي الارملتان وقتهما الطويل والممل في اداء الصلوات وقراءة القرآن والتسبيح وتناول الطعام   والثرثرة حول ذكريات بعيدة ، ثم يحل الصمت وتجلسان الساعات الطوال في التحديق في الفراغ ، النشاط الوحيد الذي تمارسانه يوميا خارج اطار الحاجات الطبيعية والعبادة ،هو فتح صندوق الملابس القديم واستخراج كفن ابيض خاص بكل منهما وفتحه وتصفيفه واعادة طيه من جديد ووضعه في مكانه ، هكذا كل يوم . عن الفراغ الطويل والكثير الذي يعيشه البشر في زمننا ، اود ان اتحدث في هذا المقال ، بعد ان اكتسحت التكنولوجيا المتطورة والاتمته كل نواحي حياتنا وسهلتها وبسطتها وقللت من فترات الانتظار الطويل، على عكس زوجتي عباس، اللتان عاشتا دون اجهزة محمول وحواسب وهواتف وتلفزيونات ووسائل ترفيه...