جحا وكورونا : عصمت الموسوي ثمة طرفة شهيرة كنا نتداولها ونحن صغار عن الشخصية الأسطورية الهزلية جحا ،ومما يروى أن جحا تعود ممازحة الناس والادعاء بأنه يتعرض لخطر ماحق ، يزعق بالصراخ ،انقذوني فاذا سارعوا اليه ،قال لهم :لقد ضحكت عليكم ، ثم صادف ان تعرض ذات مرة لمحنة حقيقية فلما صرخ واستنجد ،قال الناس : أنه جحا الكذاب الذي حتى وان قال صدقا فإنه يكذب،بهذه الطريقة تعاطى العالم مع جائحة كورونا ، إذ اعتبرها العالم في البداية مزحة عابرة على شاكلة طرائف جحا وسوف تنقضي مع مرور الأيام كما حدث مع كثير من الامراض المماثلة ، لكن لماذا كل هذه الشكوك والريبة التي رافقت كورونا رغم سقوط المرضى وارتفاع حالات الموت بسببه في زمن قياسي ؟ يت...
المشاركات
عرض المشاركات من ديسمبر, 2020
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
طه وطه : عصمت الموسوي هذه حكاية بحرينية زرعت في طريقي بمحض المصادفة ، ويا للمفارقة فبطلاها يحملان الاسم نفسه ، الأول واسمه طه صبي ولد طبيعيا ونمى وترعرع بشكل طبيعي الى ان بلغ الرابعة فأصيب بحمى شديدة وبدأ يتدهور شيئا فشيئا ،وقد صنفت حالته وقتها بوصفها إعاقة ذهنية فلم يتمكن من صلب رأسه او اطرافه او جذعه وظل طريح الفراش بلا نطق ولا ادراك ،نسي الوقوف والمشي ،لم يذهب الى مدرسة او ساحة لعب ، بل غادر مرحلة الطفولة وولج الى عمر السادسة عشر دون أي تحسن في حالته ، سارع الاب الى اخذه الى المراكز الطبية واختصاصي الامراض العصبية للأطفال ثم أطباء العظام والمفاصل ، وجاءت الفحوصات جميعها مؤكدة إصابة الطفل بحالة شلل دماغي رباعي نتيجة تلف في النوى القاعدية في الدماغ ،قيل انها من الاعاقات الدائمة التي لا امل في شفاءها ، لم يقتنع الاب بتشخيص الداخل بل اخذه الى العلاج في الخارج ، الهند ، ايران ،مصر ، فلم تجد نفعا ،وفي كل مرة يستدين الاب ويراكم الديون من اجل السفر واجراء الفحوصات الجديدة واختبار الأجهزة الدقيقة الحديثة الى ان انتهت الرحلة الى الأردن قبل عدة اشهر ،قرأ الاختصاصي الأ...
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
من السبعين الى التسعين : امي والرؤية : عصمت الموسوي لم تكن امي حين بلغت السبعين من عمرها واهنة او ضعيفة ، بل سيدة نحيفة ، خفيفة الوزن وسريعة الحركة ، تنتقل كالفراشة بين الغرف والاحواش ،تصعد ادراج بيتنا القديم وتهبط بسرعة قياسية ، ولم تكن تعاني أي مرض من امراض الشيخوخة ،فلا ضغط دم ولا سكر ولا هشاشة جسدية او ذهنية ، حتى النظارة الطبية لم ترتدها الا في منتصف الستينات من عمرها ومن اجل الخياطة فقط ، كان اول قرار اتخذته العائلة بشأن امي في هذه المرحلة الزمنية هو إيجاد دور جديد لها ونقلها الى بيت آخر بتصميم عصري ،بيت يناسبها ويناسبنا نحن أيضا حيث سنقضي في هذا البيت أياما واوقاتا كثيرة ، ادماج امي في حياتنا قرار تشاركناه معا ،نحن الأبناء الاربعة عشر ،فليست امي هي تلك الشخصية السهلة المستسلمة لعمرها او القانعة والراضية بقدرها الجديد المحدود ، ولا نحن قادرون على الاستغناء عنها او منحها مساحة صغيرة او هامشية في حياتنا ،وهي المرأة الاستثنائية الجبارة التي أنشأت وادارت عائلة كبيرة وحدها دون معين، ولقد بذلت امي كل ما بوسعها بل وناضلت من اجل هذا الادماج ،أي ان نكون جزءا من حياتها وت...