قبل فوات الأوان : عصمت الموسوي
تحركت دول عديدة على اثر انفجار مرفأ بيروت وذلك
لوضع الخطط الاستباقية والوقائية وتقييم ما لديها من بؤر قابلة للاشتعال لتفادي
كوارث مماثلة، وطالعتنا الاخبار امس هنا في بلدنا بخبر تشكيل لجنة تابعة لوزارة
الداخلية لحصر المواد الخطرة ومواقع تخزينها وآليات التفتيش عليها بعيدا عن الحيز العمراني،
ومن جانبه اصدر رئيس الوزراء تعليماته الى الإدارات المعنية لوضع آلية تضمن سرعة
تصحيح أوضاع سكن العمال والحد من انتشار المساكن العشوائية في الاحياء السكنية.
المواطنون ظلوا يتساءلون ليس في بلدنا بل في
كل مكان في العالم وخصوصا دول العالم الثالث ، هل نحن آمنون في اوطاننا ؟ هل يقوم ولاة
الامر والمختصون والقائمون على شؤون السلامة بأدوارهم على وجه صحيح وبضمير حي ؟ هل
تقع إجراءات السلامة على رأس أولويات المنشآت الحيوية والخدمية متضمنة سلامة
العاملين فيها وكل المناطق المحيطة بها ؟ وهل نجري التدريب الصحيح والملائم والمتوافق
مع المعايير العالمية المتجددة والمتغيرة
باستمرار فيما خص السلامة ؟ وهل نطبق الرقابة الدولية لسلامة المنشآت safty ouditing
والتي تعني بالتحقق المتواصل والمستمر
والدائم لكل إجراءات السلامة في محطات انتاج الكهرباء ومحطات التحلية، ومحطات
الصرف الصحي وشركة البتروكيماويات والبا وبابكو وغيرها من منشآت، هل تتوفر لدينا
خطط بديلة في حالات الطوارئ او الكوارث لمياه الشرب؟ وهل لدينا ما يكفي من كهرباء؟
وهل نمتلك العدد الكافي من سيارات الإطفاء والإسعاف في حالة الحرائق الكبرى في
المناطق والازقة الضيقة المكتظة بالسيارات ؟
هذه أسئلة جوهرية تستدعي النظر بشكل شمولي واستراتيجي
لكل ما لدينا من منشآت ولكيفية تلافي الازمات والكوارث في كل موقع وفي كل مفصل
ضعيف او واهي او مرشح للكوارث. كما تقتضي تكوين لجان محايدة ومهنية وعلى جانب كبير
من التخصص، ونعلم ان في البحرين كوادر مؤهلة وخبرات جيدة وبعضها مركونة ومهمشة ،
كما ان هناك موظفون سابقون ومتقاعدون من باكو والبا والبتروكيماويات وغيرها ، كوادر
بشرية بحرينية انفقت عليها بلدنا الكثير تعليما وتدريبا وتأهيلا، وبالإمكان الاستعانة
بهم جميعا لضمان وضع الخطط الجيدة التي تضمن الامن والاستدامة وتلافي الأخطاء ،ان
على الصحافة البحرينية الورقية والالكترونية ان تطرح هذه القضايا المفصلية وتثير
هذه الأسئلة وتضعها على مائدة النقاش والتحليل وتسترشد بكل المعنين والمختصين ،
وعلى ذوي الشأن ان يمدونا بالمعلومات المتعلقة بكل النواقص والهنات ذات الاحتمالات
الخطرة ان وجدت ومن غير وجل ، فلا شيء افضل من التعاطي بشفافية ووضوح ومصارحة مع
هذه الأمور الحساسة ضمانا لدوام السلامة والامن في بلدنا العزيز .
حما الله بلدنا من كل مكروه.
تعليقات
إرسال تعليق