ان تدشن كتابا في زمن كوفيد : عصمت الموسوي 

غمرني الفرح وانا ارى النجاح والإقبال والتفاعل الجماهيري الذي حظي به حفل تدشين رواية الاخ عقيل الموسوي " دارا الزرادشتي " بدت لي المناسبة كيوم عيد في وقت عزت فيه الأعياد ،الأهل والأصدقاء حضروا إلى قاعة التدشين بمجمع السيف قبل الكاتب ،دشنوا الفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي والعريس لا يزال في بيته، العمل الناجح يتضمن امرين اساسيين الابداع والتسويق التجاري المتقن، وكثير من الأعمال والروايات والمشاريع الجيدة امتكلت العنصر الأول وتساهلت في الثاني اما غفلة او استخفافا بالامر فأخفقت لاحقا .

استعد الكاتب لروايته بالاعلان عنها في كل مكان وبتسويد مساحات الفضاء الاجتماعي ومواقع التواصل على الانترنت، اشتغل عقيل على روايته مدة اربع اعوام ، حين انتهت وجهزت للطرح في الاسواق كان كوفيد 19 قد اطل بموانعه ومحظوراته فتأخر التدشين عاما كاملا، وصف عقيل حالته بالمحصور او بالمرأة التي أزف موعد ولادتها فاستبقت الجنين في رحمها، وخلال هذه الفترة الزمنية كان عقيل ينتظر انفراجة ولو بسيطة في مسار كوفيد المنطلق كالصاروخ بلا رحمة ولا هوادة ، وقد تحدد الزمان والمكان حين بدأ حراك اللقاح والذي حققت فيه بلدنا نجاحا آخر لا يقل عن نجاح التعاطي مع الجائحة .

جاءت الجماهير المتعطشة لنسمة فرح مرتدية الكمامات بعد انقطاع طويل عن جميع الفعاليات الثقافية والتي لم يستطع "الزووم " واللقاءات الالكترونية عن بعد تعويضها باحثة عن يوم آخر مختلف عن ايام كوفيد الحزينة، تبحث عن أصدقائها وجماعتها وملتقياتها التي قُبرت مع كوفيد ، وقد ساعد المكان الرحب الفسيح وسط المجمع التجاري العريق وبين الكافيهات والمطاعم والمحال التجارية، ساعد على استقطاب وجذب الكثيرين سواء كانوا من المهتمين او غير المهتمين .

وحسنا فعلت ادارة مجمع السيف باحتضان البرامج الفنية والثقافية لكبار فناني وكتاب البحرين اضافة إلى المواهب الشابة الجديدة، وقد جاء تدشين رواية " دارا الزرداشتي" ضمن معرض فني مصاحب شارك فيه عدد من مصوري وفناني البحرين، وعلى خلفية الحدث دارت الحوارات والنقاشات وسط  هذا الجو البديع مطيلة بقاءها مستمتعة بتواجدها مع نخبة نوعية من الحضور، ما يشي أن الثقافة لا تزال بخير إذا احسن استثمارها وتوظيفها .

واستجابة لظروف الجائحة أطال الكاتب ساعات التوقيع كي يقلل من ازدحام الناس في وقت قصير محققا 17 ساعة للتوقيع على الكتاب في ثلاثة أيام، وهو نمط غير مألوف في تدشين الكتب،يبدو ان كوفيد سيكسر الكثير من القواعد المتعارف قبل ان يرحل .

واختتم بالقول ان العمل الناجح لا يتوقف على فرد، إنما هو حصيلة مجموعة من العوامل المهمة في الزمان والمكان والمحيط المساند والفريق الذكي المخلص وحشد الطاقات الملائمة،  يوم التدشين الصحيح لاي عمل او مشروع يشكل بداية موفقة وتؤسس لنجاح طويل ومستدام فلا تستهينوا به

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة