المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2022
    نصف ساعة مع نجيب محفوظ : عصمت الموسوي  في خريف عام     2000   التقيت الاديب الروائي الراحل نجيب محفوظ(   1911 – 2006 )كنت في زيارة للقاهرة واتاح لي الصديق الدكتور صلاح فضل وبمساعدة الاديب الراحل جمال الغيطاني الفرصة للقاءه والتعرف عليه   فقط ، وليس اجراء مقابلة صحفية ، ذلك كان شرطا واضحا واساسيا ومن البداية ،فهذا وقت الراحة للاديب الذي يجلس مساء كل يوم في مقهى على النيل " عوامة فرح " مع مجموعة من اصحابه الذين هم حلقة الوصل بينه وبين العالم الذي انقطع عنه ، كان نجيب حين التقيته على شفا التسعين من عمره ، شيخا مسنا وواهنا يتكأ على عكازة ، ضعيف السمع والبصر والحركة ،ويعاني الما مستمرا في ذراعه اليسرى على خلفية محاولة اغتياله عام 1995 . الروائي الغزير الانتاج ابقى حياته الخاصة سرا ، وظل يردد انا غير موجود في رواياتي فلا تتعبوا انفسكم بالبحث عني وعن افراد عائلتي " امي ليست امينة " " وابي ليس السيد عبدالجواد " " وانا لست كمال عبد الجواد او غيره من ابطال رواياتي سواء في في الثلاثية الشهيرة او غيرها من الروايات ، اجتهد نجيب   للحفاظ على حيات...
  محمد شكري عن قرب : عصمت الموسوي لم تفاجئني شخصية الاديب المغربي محمد شكري حين التقيته في صيف عام 2002 ، فلقد وجدته شديد الشبه بابطال رواياته الشهيرة ، بدا لي رغم شيخوخته كصعلوك متسكع يجول المدينة بحثا عن صيد جديد يتلهى به ويبدد وحشة ايامه ، كنا نستقل حافلة صغيرة لنقلنا من طنجة الى اصيلة حيث يقام المهرجان الثقافي السنوي في دورته الرابعة والعشرين ، صافحته وطلبت منه الاتفاق على اجراء مقابلة صحفيه معه ،قال : امهليني فأنا احتاج الى مزاج خاص جدا للتحدث الى الصحافة ، وكنت اختار مقعدي يوميا على مقربة منه على مائدة الافطار لتبادل الحديث وارى الصحافيين يتحلقون حوله بينما يمارس عليهم فعل التدلل والتمنع والتعالي والانشغال بحجة المرض وتعكر المزاج وانتظار الوقت الملائم للكلام، كان يلتهم الزبدة والعسل بيديه ربما انتقاما من الخبز الحافي رغم انه كان وقتها في عز مرضه ، اذ توفي بعد هذا اللقاء ب9 اشهر عن 68 عاما ، وكنت اسمعه وهو يطلق الصرخات الفجائية متأوها من اوجاعه ، يدس يديه في جيبه ويبتلع كمية كبيرة من الادوية ويواصل يومه ، وحين يتأخر في النزول صباحا يساور الجميع الشك انه قد يكون مات في فراشه ...