المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2022
                                     الطلاق الطائر : عصمت الموسوي                              كان الظلام والصمت والهدوء  يرون على ركاب طائرة " اللوفتهانزا " الألمانية   القادمة من كندا مرورا بامستردام في طريقها الى احدى العواصم العربية ، ولم يكن يخرق ذلك الهدوء سوى صوت مجلجل لحديث يبدو انه من طرف واحد ، هل هذا راكب يتحدث الى نفسه ام ان الطرف الاخر أطرش او غير مسموع الصوت ؟ اقتربت راكبة تجلس في الخلف من ذلك المقعد وتوجهت بنظرها الى مصدر الصوت حيث يجلس رجل بجانب زوجته وابنه قائلة : معذرة يا سيد ، انت تتحدث بصوت عال وتقلق هدوءنا ومنامنا ، عادت الراكبة الى مقعدها بخفة ، استلقت وغطت عينيها باحكام ،وما هي الا لحظات حتى قام الراكب من مقعده وتوجه اليها بغضب : من انت حتى تتتجرأي علي بهذا الكلام ايتها المنحطة ؟ عاد الى مقعده وراح يزبد ويرعد متوعد...
صوت الاغلبية : عصمت الموسوي في مؤتمر " تحديات الديموقراطيات الناشئة "  انطلق صوت الاذان بعد ساعة من بدء الندوة ذات الزمن المحدود جدا ، قال رئيس الندوة : امامنا خياران ،اما مواصلة اعمال الندوة كسبا للوقت او التوقف لاقامة الصلاة ، ساد الهدوء لبرهة زمنية ولم يجرؤ احد على ابداء رأيه ،أجال المدير ببصره على الحضور ثم تساءل مجددا : ما دمنا في مؤتمر الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير والتشارك في صنع القرار فلنصوت على المقترح . زعق رجل اخر ، نصوت على الصلاة ؟ اهذا مقترح ؟  عيب علينا ان نصوت على موضوع الصلاة الواجبة المقدسة . سقط مقترح التصويت على الصلاة وتم ايقاف الندوة و تفرق الجمع ، جلس البعض على مقاعدهم ، مضى آخرون الى التجوال في ردهات الفندق الفاخر بحثا عن مساحة خاصة للتدخين ، واختفى نصف الحضور . مضى المصلون الى المسجد ، كانوا خمس نساء وسبعة رجال .... في دورة المياه الخاصة بالمسجد تبين ان الحنفيات جافة والمياه مقطوعة ، نصحهم حارس المبنى الآسيوي بالذهاب الى مبنى اخر مجاور يضم مصلى ، نظروا من بعيد الى ذلك المبنى وتشاوروا  ، هل يستخدون مركباتهم ام يمضوا اليه مشيا على الاقدام ام يع...