صوت الاغلبية : عصمت الموسوي

في مؤتمر " تحديات الديموقراطيات الناشئة "  انطلق صوت الاذان بعد ساعة من بدء الندوة ذات الزمن المحدود جدا ، قال رئيس الندوة : امامنا خياران ،اما مواصلة اعمال الندوة كسبا للوقت او التوقف لاقامة الصلاة ، ساد الهدوء لبرهة زمنية ولم يجرؤ احد على ابداء رأيه ،أجال المدير ببصره على الحضور ثم تساءل مجددا : ما دمنا في مؤتمر الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير والتشارك في صنع القرار فلنصوت على المقترح .

زعق رجل اخر ، نصوت على الصلاة ؟ اهذا مقترح ؟  عيب علينا ان نصوت على موضوع الصلاة الواجبة المقدسة .

سقط مقترح التصويت على الصلاة وتم ايقاف الندوة و تفرق الجمع ، جلس البعض على مقاعدهم ، مضى آخرون الى التجوال في ردهات الفندق الفاخر بحثا عن مساحة خاصة للتدخين ، واختفى نصف الحضور .

مضى المصلون الى المسجد ، كانوا خمس نساء وسبعة رجال ....

في دورة المياه الخاصة بالمسجد تبين ان الحنفيات جافة والمياه مقطوعة ، نصحهم حارس المبنى الآسيوي بالذهاب الى مبنى اخر مجاور يضم مصلى ، نظروا من بعيد الى ذلك المبنى وتشاوروا  ، هل يستخدون مركباتهم ام يمضوا اليه مشيا على الاقدام ام يعودوا الى قاعة الندوة ؟

كان الجو اغسطسيا حارا ،  ثقل على الرجال المشوار وعادوا ادراجهم

اما النساء فواصلن المهمة ، وفي المبنى الجديد كانت المياه مقطوعة ايضا ، استمر البحث عن المياه وواصلت النساء الانتقال من مبنى الى آخر بحثا عن مياه للوضوء .

في داخل الندوة جرى تصويت آخر ،

هل ننتظر النساء الغائبات ام نواصل وننهي اعمال الندوة ؟

وجاء صوت الاغلبية بترجيح انتظار النساء .

وحل موعد الغذاء .

سال مدير الندوة هل نتناول وجبة الغذاء ام ننتظر بقية النساء

 انطلقت عدة اصوات بالقول : نصوت على المقترح .

نجح صوت الاغلبية ، تناولوا الغذاء ، شعروا بالراحة لممارستهم العمل الديموقراطي المتمثل في التصويت قبل اتخاذ اي قرار .

حين عادت النساء بعد انقضاء اعمال الندوة كانت القاعة خالية ومظلمة الا من ورقة اعتذار جاء فيها :

كل القرارات تم التصويت عليها وانتصرنا لرأي الاغلبية .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة