صالة التحرير : عصمت الموسوي تبدو صالة التحرير هادئة هاجعة في الصباح الباكر ، فهذه الصالة التي تجمع اغلب المحررين ومن شتى اقسام الصحيفة في الصحافة الورقية التقليدية فلعل وضعها ، قد تغير الان هذه الصالة سرعان ما تتحول الى مكان صاخب يعلوه الضجيج عند منتصف النهار بعد عودة المحررين من تغطياتهم اليومية في الوزارات والمؤسسات والشركات والجمعيات والاسواق وغيرها، حيث يلتقون بالبشر ويلتقطون ما استطاعوا من صيد متوفر ومتاح وقابل للنشر والتداول ،وليس يخلو شباكهم احيانا من درر وكنوز او ما اصطلح على تسميته "بالسبق الصحفي" الجدير بمانشيات الصفحة الاولى، ثم تبدأ معاركهم الثانية الاصعب لاحقا ، مالذي ينشر ومالذي يُمنع او يؤجل او يختصر او ربما يختزل الى المستوى الذي يفقد فيه الخبر كل اهميته ومضمونه و يتحول الى "مرقة بدون لحم " . واذا جاد الزمان في تلك اللحظة الزمنية بظروف ملائمة ربما وجد الخبر له مكانا بعد ايام حين يبرد ويخفت وهجه ، بيد ان اعظم مصائب الصحافة حين تأتي الاوامر بحظر النشر تماما في موضوع يشكل مادة دسمة للصحافة والرأي العام ،لكن الصحفين لاييأسون ويمنون النفس بأن تج...
المشاركات
عرض المشاركات من يوليو, 2023
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
اخبار صحفية عصية على النسيان : عصمت الموسوي في مطلع حياتي المهنية وحين استعرض تجربتي الصحفية في قسم الاخبار اجد ان ثمة اخبار كتبتها وحققت فيها ولكنها ظلت عالقة في ذهني وتأبى الرحيل والنسيان ، واود ان استعرض اليوم بعضا منها لاعرج على نطاق الخبر الصحفي اليوم وامكاناته الهائلة . في نهاية ديسمبر من عام 1958 مطلع ذهبت للتحقيق في ملابسات غرق ثلاثة صيادين في قرية دار كليب، وصلت القرية باكرا في يوم شتوي بارد، ركنت سيارتي بالقرب من احد المنازل وطرقت الباب الذي كان مفتوحا ،القيت السلام وناديت فلم اجد جوابا، خرجت الى البيت الثاني والثالث ، كانت البيوت صغيرة ومتراصة واغلبها مفتوح او موارب وكلها خالية، انشغل الرجال في المقبرة بدفن الصيادين، اما النساء والاطفال فلا ادري اين كانوا ؟ حين عادوا الى بيوتهم بعد ساعة او ساعتين من الانتظار، دعوني للافطار معهم ،واحتفوا بي وتعاونوا معي وامدوني بكل ما يمتلكون من معلومات حول الواقعة وضحاياها ،حيث خرج الثلاثة الذين كانوا في الثلاثين من اعمارهم من بحر المالكية في يوم عاصف وشديد الرياح فاختفوا في البحر ، استخدمت خفر السواحل الطائرات للبحث عنهم على مدى ا...