المشاركات

      عن حروبهم  التي لم تبدأ بعد : عصمت الموسوي  أعادني مشهد الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران إلى ذكريات تعود لشهر مارس من عام 2003 ، عندما شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حربا على العراق بزعم امتلاكها اسلحة للدمار الشامل ، اتضح لاحقا كذب هذه المزاعم ولم تقدم أمريكا دليلا على وجود هذه الأسلحة بعد احتلال العراق. قبل أسبوع من شن الحرب تواصلت معنا السفارة الأمريكية لتنظيم مؤتمر صحفي وترتيب السفر لمن يود تغطية الحرب من على إحدى حاملات الطائرات الاميركية ، سجلت اسمي واستمعت كغيري إلى الإجراءات الواجب اتخاذها قبل المغادرة ، إلا ان أهم نصيحة قيلت لنا وقتها  " ان العراق يمتلك أسلحة نووية وكيميائية وقد يقصف حاملة الطائرات بمن عليها، ونحن سنقوم بحمايتكم بما استطعنا من وسائل وسوف نزودكم بأجهزة ومعدات واقية لحظة نزولكم على السفينة ، إلا ان اي خطر قد تتعرضون له سواء من طرفنا أو من طرف الجهة الاخرى المعادية التي هي العراق، او حتى في حالة حدوث خطأ شخصي من قبلكم ، فأنكم تتحملون مسؤولية نتائجه بالكامل ن وحدكم وبالتالي لن يكون هناك أي تعويض  لكم بأي...
  قصة قصيرة / دقيقة على الهواء: عصمت الموسوي  بعد أعوام من الإهمال والتجاهل تلقى مكالمة هاتفية من مدير برنامج سياسي في التلفزيون الرسمي يقترح عليه المشاركة في ندوة تلفزيونية، تحدد الموعد وعنوان الندوة وأسماء الضيوف المشاركين، انتشى قليلا، ولكن بدأت التساؤلات تطرق رأسه: هل بدأ عهد الصفح والتسامح ونسيان الماضي حقيقة؟ ام انه خطا خطوة إيجابية باتجاه السلطة فتلقى ردا مماثلا وسريعا؟ قال في نفسه: لا يصح إلغاء المعارضين سواء كانوا سابقين او لاحقين، ان الدولة تحتاجهم دوما وخصوصا في زمن التحولات والانعطافات الكبرى لتعظيم اتباعها وتعزيز ديمقراطيتها الوليدة ذات الأطياف المتعددة، ولإغراء الممتنعين والمترددين كي يلتحقوا بركبها، كان النظام السياسي قد طرح رؤية سياسية شاملة تتضمن اعترافا بالمعارضة " النوعية " وبأهمية وجودها ودورها في دعم النظام ومؤازرته وفي تقويمه وإصلاحه اذا اقتضت الضرورة ، فاختار الانضواء تحت جناح هذه " المعارضة الجديدة فاحتمى تحت مظلتها وكرس كتاباته ومناقشاته لإقناع الجماهير بها . دخل صالة الاستديو، ممتلئا بالأفكار الإيجابية، سجل في مفكرته الصغيرة النقاط والامثلة والت...
  ذات يوم صحفي : عصمت الموسوي  تداول مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا فيلم فيديو قديم  يوثق حكاية راجت في البحرين عام 1982 وملخصها ان مواطنا بحرينيا ظهرت في رأسه قرونا كقرون الثور ، وانه ذهب إلى مستشفى السلمانية للعلاج فتقاطر المواطنون على المستشفى لمشاهدته ، ظلت الحكاية تتفاعل مع الناس لفترة زمنية بين مصدق ومكذب ومشكك إلى ان تلاشت بعد ان تبين زيفها ،وقد اجريت تحقيقا صحفيا وقتها ،تناولت فيه ظاهرة تصديق الخرافات والخزعبلات في مجتمعنا ،وفي التحقيق فند الأطباء والمختصين هذه الحادثة عدا رجل دين قال" ان الظاهرة ممكنة الحدوث مثلها مثل كل المعجزات " .  صحافة ابو قرون " من الطبيعي ان تظهر في ذلك الوقت ، حيث يهيمن قانون امن الدولة على مجمل الحياة والانشطة الاجتماعية والسياسية  ،كانت الصحافة فقيرة جدا وحذرة اكثر من اللازم ،وتبحث كل يوم عن اخبار ومواد متاحة ومسموح بها وسط قانون الصحافة والنشر المجحف والقاسي ، قانون الممنوعات كما كنا نسميه وقتها ، وكثير منا نحن زملاء المهنة كنا نتعرض للتقريع وللاستدعاء لدى  وزير الإعلام على مقال رأي او خبر فات من الرقابة الصحفية او الرقاب...
  سينما رياض: عصمت الموسوي  واحدة من ذكرياتي التي لا تنسى مع السينما ،عندما كنت طالبة في جامعة القاهرة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، كنت انتهز الفرصة المتاحة بين محاضرتين إحداهما في الصباح والثانية في المساء لكي التحق بالأفلام المعروضة في السينمات الصباحية او ما بعد الظهر وقتها ، كانت القاهرة تستضيف بين الفينة والاخرى اسابيع للسينما العالمية من امريكية وفرنسة وايطالية وغيرها ، المناسبة اتاحت لي حضور طيفا واسعا من الافلام الرائعة والمتنوعة التي مثلت في ذلك الوقت اعظم انتاجات السينما الغربية حيث افلام الجوائز و الاوسكارات وعندما كانت السينما في اوج عزها . ثم بعد اعوام طويلة تكررت الفرصة بالنسبة لي ،ولكن بشكل آخر مع سينما رياض خميس ، فكيف حدث ذلك ؟ وماهي سينما رياض ؟  رياض خميس دخل إلى عالم السينما من باب الاهتمام والتعرف على هذا العالم  الساحر ، تلك السينما التي عشقها صغيرا شكلت حياته ومصدر سعادته ورزقه ، بل انه صمم وبنى بيته لاحقا انطلاقا من حبه للسينما ومن رغبته في تخصص مساحة خاصة لها في قلب بيته وبين اسرته وعائلته ، حيث خصص الطابق الاسفل أو الأرضي" السرداب" كما يط...
                                                                                          نادي الجسد المتيبس : عصمت الموسوي  قبل عدة سنوات رفضت السيدة شيخة (85 عام) مواصلة جلسات العلاج الطبيعي بعد ان قطعت شوطا مع ممرضة شابة تحضر خصيصا اليها يوميا وتطبق معها أساليب العلاج الطبيعي الخاصة بالمسنين وهم على اسرتهم " ممن وهن العظم منهن واشتعل الرأس شيبا"  احتجت شيخة  قائلة لأبنائها : انها لم تستفد شيئا من هذا العلاج  وانها تفضل عليه مدلكتها السابقة " مراختها " القديمة والتي تمارس معها أساليب العلاج التقليدي بالزيوت الطبيعية والكمادات الساخنة، تلك المرأة التي استطاعت في الماضي  ان تزيل آلامها وأوجاعها بلمساتها الساحرة، ناهيك انها تأنس اليها والى سوالفها ولطفها . وذهبت شيخة إلى"المراخة"  استجابة لطلبها ، وتبين أنها امرأة طاعنة في السن،  تج...
عن معلماتنا الفلسطينيات: عصمت الموسوي  تروي الاستاذة التربوية امينة الصالح في كتابها" بين اروقة التعليم هكذا رأيت" الصادر عن دار فراديس للنشر والتوزيع 2022 عن ذكرياتها مع المعلمات اللاتي كان لهن تأثير حقيقي على مسيرتها في التمدرس في سنوات المرحلة الابتدائية واستطعن بالكاريزما اللاتي تمتعن بها وبأسلوبهن  الممتع والمشوق ان يتربعن على شغاف عقلها ووجدانها ،، تذكر منهن معلمة مادة اللغة العربية فهيمة محمد دويغر ،معلمة الرياضيات بدرية كاظم زمان ، ثم الفلسطينية الاستاذة نيللي ابراهيم سعادة القادمة من بيرزيت ، تصفها الكاتبة بأنها " مبتسمة على الدوام ، محبوبة بين المعلمات والتلميذات ، وذات أساليب تدريسية وتشويقية تجبر على الإنصات طوال الحصة دون ملل ، وقد نسجت معها امينة علاقة طيبة تواصلت إلى المرحلة الثانوية ، بل ان امينة طلبت من والدها زيارة نيللي في منزلها بفلسطين ،وبالفعل حقق الوالد مطلب امينة وقامت العائلة بزيارة نيللي حيث استقبلتهم في فندق خالها في مدينة القدس عام 1961. وأكتب هذا المقال تعقيبا على ندوة المنتدى الفكري الحادي عشر للمنبر التقدمي التقدمي التي أقيمت في 21 من الشهر...
  بين يدي المربية أمينة الصالح : عصمت الموسوي  أخذتني الاستاذة التربوية أمينة سعيد الصالح في رحلة جميلة وممتدة عبر سيرتها " بين أروقة التعليم هكذا رأيت" الصادرة عن دار فراديس للنشر والتوزيع عام 2022 . وفي السيرة يتبدى بشكل جلي دور المعلم المخلص المتفاني والمدير والطاقم الإداري المدرسي المتمتع بروح الفريق في تنمية وتطوير العملية التعليمية برمتها وفي إحراز النجاح وتخطي العقبات وتصدر قوائم الشرف، وفي الاستجابة للتغيير والتحولات في عالم التمدرس الخاضع للتجارب واكتساب الخبرات المتجددة  .  رحلة امينة كما روتها تبدأ منذ اليوم الأول الذي انخرطت فيه التلميذة الصغيرة ذات الستة اعوام للتعلم في بيت صغير مستأجر لادارة المعارف قبل ان تنتقل بعد عام إلى مدرسة فاطمة الزهراء ثم المدرسة الشمالية الابتدائية ، تتلمذت أمينة في ذلك الوقت على يد عدد من معلمات لبنان وسوريا وفلسطين ومصر وبعض المعلمات البحرينيات، نالت امينة قسطا كبيرا من الاهتمام والرعاية الاسرية كونها الابنة البكر في عائلة تقدس العلم وتهيئ كل  السبل لتمكين الأبناء والبنات علميا ومعرفيا . في هذه الفترة تختزن ذاكرة التلميذ...