الأيام :النجاح الصحفي والنجاح التجاري :
عصمت الموسوي .
تحدثت في مقال الامس عن بداية وظروف تأسيس جريدة
الأيام، ومناسبة هذه المقالات تتزامن مع " صورة هدم مبنى الأيام في الجفير
" والتي التقطها أحد زملاء المهنة وانشأ على اثرها جروبا لاستعادة التواصل والذكريات
الجميلة بين رفقاء المهنة.
عن المبنى الذي شهد ولادة الصحيفة و20 عاما
من عمرها (1989 - 2009) يروي الزميل وحيد البلوشي الذي كان وقتها مسؤولا عن صفحة
التقنية في جريدة الأيام ا(مدير الخدمات الالكترونية بهيئة تنظيم سوق العمل )
حاليا
يروي انه رافق ذات يوم من أيام التسعينات باحثا
انجليزيا كان يود مشاهدة المبنى الذي كان يتبع السلطة الإنجليزية، فقال له والعهدة
على الباحث الإنجليزي : ان هناك نفقا سريا يربط المبنى بالبحر او بمبنى اخر يمر
تحت الممر الطويل الذي يمتد من صالة مدخل الاستقبال وحتى قاعة التحرير، والمعلومة
غريبة ودافعة للسؤال: هل كنا نقيم في مبنى استخباراتي ونحن لا ندري؟ لن اتحدث عن سر النفق ولكن عن سر
نجاح الأيام في تلك الفترة الزمنية، وهو يعود الى عدة عوامل كثيرة، منها: أولا توقيت
صدورها عام 1989 والأحداث السياسية الكبيرة التي ترافقت مع التسعينات وكانت الأيام
شاهدة عليها، غزو صدام للكويت، تحرير الكويت، ولاحقا انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة
الملك حمد بن عيسى حفظه الله، وقبلها سقوط طائرة طيران الخليج، وكثير من الاحداث
التي تعاطى معها محررو وكتاب الأيام بكثير من الحماس والتميز والتفرد.
ثانيا: استعانت الأيام بنخبة كبيرة من كتاب
وصحافيي البحرين المتميزين الذين أغنوا الصحفية وشكلوا إضافة نوعية، ثالثا: الدعم
الكبير الذي حظيت به الأيام من وزارة الاعلام والراحل طارق المؤيد، فمثلا: اقامت الأيام
في مبنى الجفير التابع لوزارة الاعلام سابقا عشرون عاما بالمجان، وذلك لمساعدة
الجريدة الناشئة على تقليل مصاريفها والوقوف على رجلها وتمكينها من المنافسة والنجاح
رابعا : تميزت صفحات المحليات والثقافة
والرياضة وبريد القراء وصفحة المقالات إضافة الى الصفحات والملاحق المستحدثة بالتنوع
واقبل عليها القراء بشراهة ما زاد في نسب توزيع الصحيفة ، خامسا : رفعت الأيام من سقف
حرية التعبير لديها بعد صدور الصحف الجديدة كي تنافس غيرها وتتماشى نسبيا مع الانفتاح
السياسي وقتها ، لكن النجاح الصحفي والتحريري لا يكفي وحده ،الأساس هو النجاح
التجاري القائم على الإعلان وبدونه تفلس الصحيفة وتنتهي ، والأيام تزامنت واستفادت
من أعوام الرخاء والوفرة المالية والنفطية، وحسب موقع " ابسوس " المعني
برصد الإعلانات التجارية ،فقد جاءت الأيام في المركز الأول متفوقة على جميع
المطبوعات ووسائل الاعلام الأخرى على مدى اكثر من عشر سنوات ،وحتى في أعوام ما بعد
الازمة المالية في عام 2008 ثم الازمة السياسية عام 2011 ، كان التراجع في منسوب الإعلان
بسيطا ولم يؤثر على ربحية المؤسسة بسبب تعدد وتنوع استثماراتها من عقارات وايجارات
ومعارض كتب وغيرها بوصفها الاستثمار الأبيض لليوم الأسود ،ان الصحف كأي مشروع
تجاري تحتاج روح الفريق المتآلف وحسن الإدارة ،لكن نجاحها الأكبر يكمن في جذب الإعلان
،وكنا نفرح ولا نغضب اذا تأجلت صفحاتنا من اجل الإعلان، لأننا نعلم ان الإعلان هو عنصر
إيجابي ،ولا يأتي المعلن الا للصحيفة الناجحة والعالية التوزيع ،ورغم تراجع أداء الصحف
على مستوى التحرير ودخول زمن الاعلام الرقمي ،فإن هذا الاعلام الجديد لم يقدر على
منافسة الإعلان الورقي الذي ظل مفضلا لدى المعلنين الى يومنا هذا، وللحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق