قبل فوات الأوان 2 : عصمت الموسوي
الأسبوع الماضي وعلى اثر انفجار مرفأ بيروت ،
كتبت مقالا تضمن العديد من التساؤلات حول مدى سلامة منشآتنا الحيوية والصناعية
والخدمية والإجراءات الاحترازية وخطط الطوارئ سواء في القطاع العام والخاص ، وفيما
اذا كان لدى هذه المنشآت الكبرى ما يسمى بال safty auditing
وتعني التحقق المتواصل والمستمر والدائم لكل
إجراءات السلامة ، وقد وصلني رد من احدى المسؤولين بشركة صناعية كبرى قال فيه : ما
تحدثت عنه جدير بالطرح واسئلة المواطنين المعنية بسلامتهم امر مشروع وطبيعي بل
ويدل على وعي ويقظة وانتباه ، وان من حق المواطنين ان يعرفوا الحقيقة كي يطمئنوا
،وانا هنا اتحدث عن الشركة التي اعمل بها واعتقد ان لدى الشركات الصناعية الأخرى
أنظمة مشابهة .
تمتلك مصانع مملكة البحرين أنظمة سلامة صارمة
جدا ودقيقة ووفق التكنولوجيا العالية والمتقدمة منذ انشاءها ولغاية اليوم ، وسجل
هذه الصناعات ناصع ولا يدعو للقلق ،وحتى الحوادث الصغيرة التي قد تحدث أحيانا فهي بسيطة
وتداركها سهل ويتم معالجتها ضمن منظومة السلامة الشاملة والمتكاملة .
وقد تساءلت: هل هناك تدقيق داخل وخارجي واجيبك:
نعم، هناك تدقيق وفحص وفق نظام الايزو في جميع مراحل العملية التصنيعية أي من
الالف الى الياء
بالإضافة الى ذلك، هناك التأمين على المنشأة وهو
تأمين شامل، ولا تخاطر شركات التأمين باسمها وسمعتها واموالها الا اذا كان المصنع
قويا وخاليا من أي عيوب او خلل، لذا تتأكد ان كل أمور السلامة متوفرة في المصنع وفي
البلد كلها لان هذه الأمور مترابطة
ثم تساءلت: كيف نتأكد ان مصانعنا تعمل بشكل صحيح؟
وجوابي هو ان المصنع يخضع باستمرار لمعايير الفحص الدوري عبر توقيفه عن العمل
تماما بعد سنتين او سنتين ونصف واجراء فحص شامل له من قبل الكوادر العاملة في الداخل
او الخارج ووفق المعايير العالمية والمعتمدة، فإذا وجد خلل ما او احتاجت العملية
الى تغيير قطع غيار او شراء أخرى تبادر الشركة بالاستثمار في هذا الجانب وتخصصي
ميزانية له ،ولا يعود المصنع للعمل الا بعد هذا الاجراء الصارم والدقيق .
واما بخصوص الصيانة فهي تنقسم الى نوعين، الأولى
:الصيانة الوقائية او المنعية ،والثانية : التصحيحية ،والتي نجريها للأجهزة لضمان عمل
المنشأة بشكل صحيح .
ونأتي الى خطوات عمل المصنع والتي تخضع هي الأخرى
للتدقيق من قبل المدققين وأصحاب التكنولوجيا المستخدمة بشتى انواعها، أمريكية او إنجليزية
او المانية، وهكذا فإن اتخاذ إجراءات السلامة والصيانة المستمرة والتوقيف الشامل للمصنع
لأجراء الصيانة الدورية واتخاذ أفضل الممارسات والإجراءات العالية المستوى هو الذي
يقي المنشأة من أي كوراث
اما الحديث عن الخطط البديلة فهي موجودة
ولدينا التجهيزات الضرورية واللازمة، سواء في حالة المواد المشتعلة اوفي حالة
المواد الكيماوية، وكل مجال له مستودعاته وأدواته الخاصة بالإضافة الى المواد
الثانية التي تفحص عمليا عبر مختصين مؤهلين، وحتى في حالة الطوارئ هناك بدائل
للتوقف الآمن
وبالنسبة للخبرات البحرينية الذي اشرت اليه في مقالك وهل يتم الاستعانة بها ؟ واجيبك ، نعم متوفرة وممتازة ويتم الاستعانة بها وتتحقق عبر مظلة noga holding
هيئة النفط والغاز ،هي المسؤولة عن المراجعات فيما خص إجراءات السلامة
وغيرها ولديها السلطة في الاستعانة بالمتقاعدين وأصحاب الخبرات في حالة وضع
الاستراتيجيات ومراجعتها وسد النواقص الموجودة .
ويختتم بالقول : حتى لوكان لدينا كل الإجراءات
الامنة فإن كارثة مرفأ بيروت جديرة بأخذ الدروس والعبر لتلافي الأخطاء المقبلة
ان حديث هذا المسؤول عن الشركات الكبرى يبعث
على الاطمئنان لكن ماذا عن المصانع والشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاع التصنيع الحكومي؟
هل تخضع هي الأخرى لنفس المواصفات والمعايير العالمية المطبقة في المصانع الكبيرة؟
وهل هي آمنة؟ هل تعيش عمرها الواقعي ام تجاوزته؟ أسئلة جديرة بالطرح والنقاش،
وللحديث بقية
تعليقات
إرسال تعليق