مطعومون ومصابون بكرونا، كيف ؟ عصمت الموسوي
ان تصاب بكوفيد وانت من غير المطعومين فيبدو
ذلك امرا طبيعيا ومعتادا ، اما ان تصاب به وانت مطعوم فتلك الحالة وان بدت غريبة
ومخيفة وباعثة على القلق فأنها تطرح اسئلة عديدة حول انواع اللقاحات ومدى فعاليتها
دون ان تغفل بطبيعة الحال نوع الفئات البشرية المصابة وامراضها المستترة واعمارها
ودرجة مناعتها وحالتها المرضية لحظة الاصابة وغيره ، ولابد من الاشارة الى انه
ومنذ بداية انطلاق حراك اللقاحات حول العالم وليس في بلدنا فحسب كان الخطاب الصحي
المتداول هو ان التطعيم ايا يكن نوعه سيحقق حماية عالية او نسبية ولكنها ليست مطلقة
،وتتفاوت من لقاح الى آخر ومن جسم الى اخر ، وان على المطعومين مواصلة السير على درب
الوقاية ، قبل ان استطرد في سرد الحكايات ،من المهم الاشارة الى الاحصاءات التي
اوردها فريق البحرين الوطني للتصدي لفيروس كوفيد 19 في المؤتمر الصحفي امس جديرة
بالتوقف امام دلالاتها ،اوجز فيها التالي :
اولا : بلغت نسبة الحالات القائمة اي المصابة
بالفيروس بين المطعومين 6% فقط ، بينما
تصل هذه النسبة الى 94% لغير المطعومين، اما
بالنسبة للاصابة بين المطعومين فتصل الى 2% ، ثانيا : الحالات القائمة المصابة لجميع
اللقاحات تصل الى 1% او 2% ، اي لا فرق بين لقاح وآخر ، ثالثا : 85 % من غير
المتطعمين دخلوا العناية المركزة ، بينما تصل الى 15% بين المطعمين ، رابعا : 94%
من الوفيات حصدها افراد غير مطعمين، المطعمون المتوفون بلغت نسبتهم 6 . اي اقل من 1
% ونستنتج من ذلك ان زيادة الحالات بين المطعمين ربما تعود لتفشي الفيروس المتحور "
الهندي " السريع الانتشار والانفتاح النسبي للبلد في المجال الجوي تحديدا وخاصة
مع دولة موبؤة بالمرض كالهند وغيرها ، وليالي رمضان ذات الطابع العائلي الجماعي
وغيره ، وقد يعود السبب في اصابة المطعومين الى التراخي في اخذ الاحتياطات اللازمة
كالتباعد الجسدي وارتداء الاقنعة ،" وربما صيام شهر رمضان وتعرض الجسم للعطش
والجوع ، ولطالما ردد البعض ان الطعوم ستقي من الاصابة، او ضعف استجابة الاجسام للقاح
الاكثر استعمالا في بلدنا وهو اللقاح الصيني وغيره .
ان الاصابة بكوفيد لغير المطعومين ليست هدف
مقالي، وقد سبق لي ان اشرت في مقال سابق ان ثمة من يرفض تلقي اللقاح حتى هذه
اللحظة استنادا الى فرضيات وقناعات شخصية لن يزحزها ربما الا هذه الاشتراطات الصارمة
التي فرضها فريق البحرين على غير المطعومين ومنعهم من دخول المؤسسات الرسمية والمحلات
التجارية والاندية والمساجد وغيرها حماية للاخرين منهم كونهم اكثر عرضة للاصابة
ونشر المرض ،بيد انهم سيظلون مصدر مرض ووبال وقلق على انفسهم وعلى غيرهم ربما الى
ان يحين وقت التلقيح الاجباري.
كثيرة هي القصص التي سمعتها مؤخراعن مواطنين
بحرينين مطعومين واصيبوا بكرونا ، بعضهم تلقى لقاح فايزر واتم الجرعتين والفترة
الزمنية المحددة للامان ،بعضهم اصيب بالمرض بعد اللقاح الصيني او الروسي او الامريكي
او الانجليزي حيث دار المؤتمر حول هذه الطعوم الاربعة ،او بعد الجرعة الاولى من هذا
اللقاح او ذاك،الاعراض بعضها شديد جدا استمر الى عشرة ايام وبعضها خفيف ، لكن
الاعراض الشديدة وغير المتوقعة اصابت المرضى المصابين بالذهول ، كيف يحدث ذلك لمن
يفترض انهم محميون ؟ وكثيرون بادروا وحجروا انفسهم وعالجوا مرضهم بطرقهم الخاصة
بعيدا عن المستشفيات المكتظة بالمصابين ( لم يناقش المؤتمر امس الطاقة الاستيعابية
للمستشفيات ) بيد انهم تسببوا في اصابة وحجر عوائلهم لاحقا ،الاصابة بين المطعمين
طرحت سؤال المناعة بعد تناول اللقاح فراج في الاونة الاخيرة اجراء كشف الاجسام
المضادة ،وكثيرون تبين لهم ضعف هذه المناعة فسارعو الى تلقي جرعات اضافية قبل ان
يداهمم كوفيد الجديد المتحور ، الجائحة عرفتنا بمستوى مناعتنا وامراضنا الكامنة والمخفية
عنا، اغلب الحكايات التي سمعتها او قرأت عنها عن اصابات المطعومين لم تبلغ حد
الموت في جميع اللقاحات ،المشكلة لا تزال في غير المطعومين المتمسكين بموقفهم كما
يؤكد فريق البحرين، وهي معضلة تفوق نوع اللقاح المستخدم .
تسببت طبيبة غير مطعمة في اصابة عدد كبير من
اسرتها منتصف الشهر الماضي ، نقلت العدوى لعدد من المخالطين بها ،احدهم والدها
الذي بلغ حالة صحية حرجة جدا ،لم يتمكن من الحصول على سرير في المستشفيات العامة المكتظة
وبالكاد حصل على سيارة اسعاف لنقله في النهاية الى مستشفى خاص في قسم العناية المركزة
،والسبب هو ابنته الطبيبة غير المطعمة ، نحن في حضرة كوفيد التاسع عشر المتحور
الجديد لا نملك لمقاومته حاليا غير سلاح التطعيم والاستقواء بالمناعة والصحة والتباعد
، وكل يوم نتعاطى مع اهل وابناء وعمال وخدم واجراء ومستخدمين في داخل بيوتنا وخارجها من غير
المطعومين اوالمتساهلين مع المرض ، ثم نتساءل : كيف ارتفعت نسب الاصابات والوفيات ؟
تعليقات
إرسال تعليق