رسائل القراء الى الصحافة بين الامس واليوم : ندوة مركز كانو الثقافي ، 6/ 6 / 2023

لماذا نعود الى زاوية او صفحة في صحاقة قديمة عمرها اكثر من عشرين او ثلاثين عاما

هذه الاطلالة مالذي نفيد منها ؟ وكيف تطورت رسائل القراء في الصحافة المحلية الورقية ولماذا تراجعت اليوم ،وماهي التحديات التي واجهتها سابقا ولاحقا ،وكيف بمقدور صفحة كهذه ان تكون نافذة للحكومة وللمجتمع لمعرفة النواقص وتلافي الاخطاء ورفد المسار التنموي للبلد ؟

وسوف استعرض في هذه الندوة بعض ماضي هذه الصفحات من خلال تجربتي فيها .

اشرفت على هذه الزاوية في اخبار الخليج مرة عام 86 ثم مع مطلع صدور الايام عام 89 ثم بعد 10 سنوات مرة اخرى اي عام 2000

ولن استعرض في هذه الندوة كل تلك السنوات وكل رسالة بل سألخص قدر الامكان نمط هذ الرسائل ونوعها والحدود التي حكمتها مع عقد مقارنة بين كل مرحلة زمنية .

·      بريد القراء في اخبار الخليج .

في اخبار الخليج عملنا في ظل قانون امن الدولة والذي انعكس ايضا على قانون المطبوعات، وكانت هناك رقابة مشددة على الصحف بل ان هناك رقيب دائم في المطبعة ، وهذا الشخص يفلتر كل المادة الذاهبة الى المطبعة مساء والتي هي قد خضعت للرقابة صباحا، كانت زاوية بريد القراء ربع صفحة تقريبا ومدمجة مع اخبار الناس الاجتماعية من زواج وتخرج وغيره ، واغلب الرسائل التي كانت ترد للصفحة مطالب فردية ، او خدمية كتعديل شارع او اقامة مطب او تعديل رسوم ، وغيره ، لكن رسالة واحدة وصلتني عام 1988 من شخص من قلالي وسوف اقرأ عليكم نص الرسالة لتبيان فحواها ولماذا عوقبت على نشرها ، فالقارئ انتقد امرين : تزايد اعداد احدى الجاليات الاسيوية ما اعتبره علامة خطرة على الديموغرفيا المحلية ، ومقدار المبالغ المرسلة الى بلدانهم ،وهو يقترح الانتباه الى هاتين النقطتين في اشارة ضمنية ربما لاقتطاع مبلغ او ضريبة من هذه المبالغ لصالح خزينة الدولة واستيقظت صباحا على مكالة من رئيس التحرير ثم وزير الاعلام الذي استدعاني الى مكتبه ووبخني ، وقال انها رسالة كاذبة وتسيئ للوطن ، في اليوم التالي تم نقلي من الصفحة واعطيت العهدة للزميل عبد المنعم ابراهيم ،الذي تسلمها فترة ثم تسلمتها خولة مطر واخرين ، وادركت وقتها ان الحديث عن اعداد العمالة حساس خصوصا اذا ترافق مع عنوان مثير مع انها رسالة تأتي على تعقيب ومقابلة منشوورة في الصحيفة الانجليزية .

·      الملتقى في الايام

في العام 1989 صدرت الايام وكان ذلك حدثا غير عادي واستثائي في تاريخ الصحافة البحرينية ، فهي الصحيفة الثانية بعد اخبار الخليج وقد تميزت بالطابع الشبابي والتنوع ، وكان نصفها نساء ، وحققت الايام نجاحا لافتا على جميع الاصعدة ، وقد ترافق صدوها مع احداث محلية مهمة ، غزو العراق للكويت عام 1990 ، (حيث اصدرت طبعة مسائية استجابة لحاجة الناس للاخبار في ذلك الوقت) وشهدت كذلك اندلاع احداث التسعينات ، اشرفت على الصفحة وقتها اضافة الى رئاسة قسم التحقيقات الصحفية ، انتجنا صفحة مقروئة جدا ، فالهاتف او البدالة والزوار والرسائل كلها تطلب الصفحة ، وكنا ننشر يوميا 10 رسائل ، كما كنا ننشر احيانا رسالة مترجمة من بريد احدى الصحف العالمية ، كانت الصفحة الثانية في الصحيفة واسميناها الملتقى وكتبت فيها مقالا يوميا يناقش ابرز القضايا المحلية والرسائل الواردة الينا، واللافت انه حتى ونحن نعد للعد صفر تسلمنا رسائل بريد قبل الصدور ، ولم نكن نطلب من القراء سوى حسن الخط و تذييل الرسالة بالاسم الحقيقي - وان لم يكن للنشر-  ورقم الهاتف والعنوان ، ولكن اغلب القراء كانوا يفضلون الاسم المستعار ، او الكنية ، ام فلان ، ابو فلان او الحروف الاولى من اسماءهم ما يشي ان الناس في هذه الفترة تعيش حالة من التحفظ الاجتماعي او الخوف النسبي ، وكانت مشكلتنا  تكمن في قراءة الرسائل المكتوبة يدويا مما يسبب الاخطاء الكثيرة عند الطباعة، استمريت فيها فترة زمنية ثم تسلمتها بعدي الزميلة سوسن الشاعر ثم لاحقا لميس ضيف ، ثم خالد البسام ، حافظ عبد الغفار ، ايمان علي ، محمد المنصور ، عبدالله سلمان ، لميس شاهين ،وبودي القول ان هذه الصفحة لا يبقى فيها الصحفي طويلا لانها تسبب التوتر كونها تتطلب مواجهة وملاقاة يومية مع الناس وهواتف واتصالات مستمرة مع المسؤولين ،لكن كنت اعتبرها منهلا للاخبار وافكار للتحقيقات ومقالات الرأي ،ولم تكن مساهمات القراء تقتصر على الرسائل والاشعار والوجدانيات كما درجت العادة في هذه الصفحة بل كان فيها العديد من التجارب لاصحاب المواهب في التصوير والكاريكاتير وغيره .

وتسلمت الصفحة مرة اخرى عام 2000 ، في هذه الفترة ترافق ذلك مع عدة احداث مهمة ، سقوط طائرة طيران الخليج اغسطس عام 2000 ،عاصفة البحرين نوفمبر 2000 ،  2001 11 سبتمبر ، وهو حدث عالمي لكن القى بطلاله على كل العالم ، انطلاق المشروع الاصلاحي لجلالة الملك عام 2000 ، 2001 والحدث الاخير من الطبيعي ان ينعكس انفتاحا وارتفاعا في سقف حريات التعبير لدى الصحف ولدى القراء ايضا ، صارت الرسائل تصلنا بالبريد الالكتروني ومكتوبة على الالة الكاتبة وباسماء حقيقية او تحفظ لدى المشرف على الصفحة ، وهنا وجدنا الكل يريد ان يعلن عن ذاته ويقول رأيه ويصنع له مكانا في بحرين الجديدة ،وكانت الرسائل كثيرة واكثر من قدرة الصفحة على استيعابها ،حتى انني  عندما اسافر احرر الصفحة لمدة اسبوع .

وبعد 11 سبتمبر تعرض رجال اعمال شباب بحرينيون للتمييز والاستهداف وانزلوهم من الطائرات فقط لانهم ملتحين اواسماءهم عربية كما منعوا دخولهم امريكا ، كان هناك عالمي تيار ضد المسلمين في ظل ما سمي  بالحرب على الارهاب او الاسلاموفوبيا ، وتلقينا رسائل عديدة حول ذلك

وموظفو الوزارات تحدثوا او انتقدوا حرمانهم من الترقي وبرامج التدريب والسفر ، ونالت الاسكان حظها من رسائل تشكو طول انتظار الوحدات السكنية والتوزيع المناطقي والزمني الذي عده البعض غير عادلا .

وفي عاصفة البحرين تسلمنا الرسائل عن الغش في مواد البناء ، ومواطنون تضررت بيوتهم وعماراتهم بفعل تساهل المقاولين وضعف التمديدات الكهربائية ، كتبت مقالا حول ذلك بعنوان عاصفة الفساد 

وفيما سمي بالطائرة المكنوبة تسلما كثير من الرسائل المتعاطفة مع ضحايا الطائرة وقصص وحكايات وقعت لمواطنين على شركات الطيران المختلفة

،وقد توفرت الصفحة على كتاب دائمين واخرين متقطعين، وقد اجتمعت مع قراء الصفحة بترتيب مسبق فوجدت فيهم الطبيب ورجل الاعمال والصيدلي والمدرس والمهندس وبعضهم طلبة ونوع ثالث لشريحة من الموظفين المعتقين في المهنة، ، دوافعهم للكتابة ، التعبير عما يجول بدواخلهم ، تنمية هواية الكتابة ،التركيز على المشكلات الاجتماعية والوظيفية التي يصادفونها في اعمالهم ،افادة الناس وتوعيتهم بما يمتلكون من خبرة في حقل تخصصهم ،اختبار افكارهم امام القراء ، ايجاد حل للمشاكل وتطوير مهارة كتاب الشعر وغيره ، وقد انتقدوا اختزال واختصار رسائلهم ونزع الزبدة منها ا وسألوا عن رسائل بعثوها ولم تنشر بتاتا ، واخرى لم تلق جوابا من الجهات المختصة ، ونوع ثالث قال ان بعض رسالهم احدثت دويا وتفاعلا في محيط عملهم ، وطالب بعضهم بأن تكون لهم اعمدة اسبوعية اسوة بكتاب الصحفية بعد ان تمرسوا واكتسبوا الخبرة والشهرة وصار لهم قراء آخرين يتابعونهم باستمرار ، قال احدهم انا كاتب الفريج اكتب نيابة عن ابناء المنطقة او الشركة او المؤسسة ولكن السؤال الاهم الذي طرحوه هو: هل نحن محميون في هذه الصفحة ؟ وهذا ما ساجيب عليه لاحقا ضمن تحليل 3 رسائل .

وبودي الاشارة الى ان الصفحة استقطبت كتابا صغار تدربوا على الكتابة فيها ثم لاحقا دخلوا حقل الصحافة بل ساهموا في تاسيس وتسلم مواقع قيادية في الصحف الجديدة .

·      رسائل القراء والشيخ خليفة

واذكر اننا عندما كنا نزور المرحوم سمو الامير الملكي الشيخ خليفة كان يقول : صفحة القراء احرص على قراءتها دائما، واتمنى عليكم ان تنشروا الرسالة مع الرد ، ما يتطلب بالطبع عرض الرسالة على الجهة المختصة قبل النشر، وكان ذلك امرا صعبا ، اذ اننا حتى بعد النشر نستغرق زمنا لاستلام الرد  ، وذلك يعني ان كل الوزراء ايضا كانوا يقرأونها ، ولازلت اتذكر جمله شهيرة التي كان يقولها دائما كان يقولها دائما انتبهوا لما تنشرون فليس كل شيئ يستحق النشر " و"بعض الرسائل بلا سالفة " .

·      ماهي الرسائل الاكثر ترددا على الصفحة ؟

هذا يحتاج الى بحث شامل وموسع لكن اغلبها تركز على الانشطة الخدمية وقد عملنا فيها بمبدأ النشر في حدود المتاح والمسموح به فقط ، فليس كل وزارة نستطيع ملامستها او نقدها كما قد تتصورون ، ولذا نالت وزارة التربية والصحة والعمل والبلديات والاشغال والطرق والاسكان نصيب الاسد من النقد ، مرة قال لي الدكتور علي فخرو وكان وقتها وزيرا للتربية ،اليس عندكم غير التربية ؟  نفس الجملة سمعتها من مسئولين في البلدية والاشغال والاسكان .

. الرسائل الكيدية : مرة او مرتين وقعت في رسائل كيدية ، واليوم حين اقيَمها لا ادري هل هي كيدية ام ان المشتكين خافوا بعد النشر فأنكروا الرسائل خشية على وظائفهم ؟ لكن رسالة كيدية نشرها المحامي الراحل احمد عراد والذي تسلم الصفحة بعدي تسببت له في مساءلة امنية 

ومواطن حضر الى مبنى الصحيفة وقال انه تعرض لاساءة في احدى ادرات الدولة ، قالها لي  شفاهة ،قلت له اكتبها ، اقسم انه لا يعرف الكتابة، كتبتها عنه وفي اليوم التالي هاتفني رئيس التحرير قائلا المواطن الشاكي ادعى ان الرسالة كلها " شغل عصمت " ولا شأن له بها .

وموظف مصرفي ادعى ان المكيف "الويندو"  العطلان في البنك احدث مشكلة كبيرة في البنك اتضح لاحقا ان البنك يعمل بنظام المركزي ولا يوجد ويندو اصلا .

ومواطن ساعدناه للسفر للعلاج في الهند وجمعنا له التبرعات فتزوج على زوجته هناك 

·      زاوية المساعدات :

في الصفحة كثير من المطالبات المعيشية وطلب المساعدة والعون قد خصصت في مفكرتي اسماء لعدد من التجار والعائلات الميسورة المتجاوبة ممن يتعاونون معنا في مثل هذه الحالات الطارئة ، طالب عاجز عن دفع رسوم ، حريق مفاجئ في بيت ، عائلات معوزة او خسر عائلها وظيفته ، اهم هؤلاء المتعاونين ، المرحوم جاسم مراد ، فاروق المؤيد ،عائلة كانو ، عائلة العالي ، وبعض الجمعيات الخيرية ،وقد كتبت عن هذا الموضوع مقالا في اعقاب رحيل جاسم مراد واعتبره من اكثر المتفاعلين مع الصفحة وقضايا الناس ومساعدتهم ايضا .

ما هو دور مشرف الصفحة : الاعتناء بالرسائل ،التحقق منها ومن مصداقيتها تماما لمنع الوقوع في الرسائل الكيدية والملفقة والكاذبة والمزورة ، القيام بدور الوسيط النزيه والحيادي والمتوازن فيما خص رسائل الشكوى والتظلم ، كذلك القيام بالتحفيز والتشجيع للقراء المتعاونين معنا والاجتماع بهم بهم وسماع اراءهم من اجل رفع مستوى الكتابة وقد خصصنا مكافأة مادية ( عشرة دنانير ) لافضل مقال شهري وكذلك اشتراك مجاني في الصحيفة لمدة معينة ، وفي النهاية توفرنا على صفحة مقرؤة وناجحة وتصل للجميع ، بدليل ان رسالة وصلتني من سجن طرا في مصر لمحكوم بحريني يود قضاء بقية محكوميته في البحرين .

·      التحديات :

بالطبع كان هناك تحدي النشر ، ما ينشر وما يتعذر نشره وما لا يحصل على رد ابدا ، وكنا على اتصال يومي بالمسؤولين وادارات العلاقات العامة وكنت اتساءل : ماذا تفعل لجان التظلم بالوزرات ام انها صورية ام ان الموظفين يخشون الاقتراب منها ؟

وهناك مفاجات الصفحة في الداخل ، فالرسالة الرئيسية قد تحذف احيانا دون علم مشرف الصفحة بفعل مقص الرقيب بينما مقالي اليومي يتحدث عن الرسالة غير الموجودة ؟

 

·      كيف حدثت النقلة في صفحات القراء في البحرين ؟

اولا حدث ذلك مع تعدد الصحف بعد عام 2002 وتنقل القراء من صحيفة الى اخرى اعلى سقفا،  ومن الطبيعي ان نشهد انعطافة غير عادية في الكتابة والتعبير ،حتى الصحف ذات الاتجاه المحافظ او الاقرب الى الحكومي رفعت سقفها كثيرا ، وتجلى ذلك في جميع اقسام الصحف من اخبار وتحقيقات ومقالات رأي  وصفحات قراء وغيرها .

لكن هل ثمة اخرين في البحرين يتسلمون شكاوى القراء او المواطنين التقليدية ؟   نعم ، برنامج الاذاعة الصباحي والنواب واعضاء المجلس البلدي وامانة العاصمة وغيرها من المؤسسات التي جاءت بعد الانفتاح ، نشرت احدى الصحف ذات مرة عن نائب برلماني وجدت في حاوية منزله او بالقرب من منزله كيس يضم كل الرسائل والمقترحات والشكاوى الواردة اليه من ابناء دائرته .

·      النقلة الكبرى :

و مع انبلاج فجر الاعلام الرقمي او الالكتروني الذي وان بلغنا نحن هنا في المنطقة متأخرا قياسا بالغرب بعد فتح سوق الاتصالات والسماح بتعدد شركات الاتصال لاذكاء روح المنافسة بينهم ومنح المشتركين حرية اكبر في الاختيار .

1992 كان اول ظهور لصحيفة الكترونية وراحت  تتوالى الصحف الرقمية والحسابات الشخصية عاما بعد عام ، لينكد ان 2002 ،  2004 الفيس بوك ، يوتيوب 2005 ، 2006 تويتر ، عام 2009 الواتس اب ، 2010 انستجرام ، تيك توك 2017 ، جات جي بي تي 2022 ،والاخير هو استخدام الذكاء الاصطناعي في تحرير المادة الاعلامية، ولو تلحظون فان البعض اطلق على احداث الربيع العربي ثورات الانترنت او السوشيال ميديا او الفيس بوك .

لدى مجلة التايمز الانجليزية تقليد سنوي متبع منذ عام 1927 وهو اختيار شخصية العام او فكرة العام ، في العام 2006 اختارت المجلة ، المواطن العادي بوصفه شخصية العام ،ووضعت تحته عنوانا " انت شخصية العام " بجانب جهاز الحاسوب وتقنياته المتطورة والذي جعل كل مواطن مهتم ومتابع  صحفي ، وهكذا انصرف المواطنون عن الكتابة للصحف وذهبوا الى السوشيال ميديا ،وانشأوا حساباتهم ومدوناتهم الخاصة واصبحت هذه لمنصات هي فضاء هذه الرسائل والشكاوى المدعمة بالصور والادلة والبيانات وافلام الفيديو .

في عام 2016 انشأت هيئة المعلومات والحكومة الالكترونية البوابة الوطنية تطبيق تواصل لاستلام شكاوى ومقترحات المواطنين والمقيمن ، وبذا صارت الرسائل تذهب لهذه الجهة ويتم معالجتها لكن دون معرفة المواطنين عنها كما كان يحدث في السابق كما لدينا مئات الحسابات التي تنشر وتعمل منشن للجهة المقصودة، حيث لدى كل وزارة اليوم موقعها الالكتروني الخاص بها

ولو تلاحظون فإن هذا العالم الواسع المفتوح ،اسرع واكثر تفاعلا وجرأة ، صار مجال التعبير اكبر بكثير مما كان لدى صفحة القراء ، كما ان هذه الحسابات لا تحفل بالتعليقات والردود والنقد الذي يتصل بها ولا تُحاسب عليه ، او تقول : نحن لا نتحمل مسؤولية التعليقات ، بينما نحن سابقا حُوسبنا على كل ما ننشر وكل ما يرد الينا تحملنا مسئوليته 

كما لا مكان في ها العالم  للتخفي او الاسماء المستعارة ،لدى الاجهزة الامنية اليوم وسائلها لمعرفة اصحاب هذه الحسابات ، اما ادارة تويتر وفيس بوك فراحت تراقب وتحذف مالا يعجبها او ما يتناقض مع سياستها لمنع التلاعب بالمنصة حسب ادعاءها وقد كشفت المنصتين السابقتين الحسابات الوهمية او المزيفة التي بلغت رقما مهولا قبل عدة اعوام

ان على الصحافة اليوم من مرئية ومكتوبة ومسموعة ان تتأمل في هذا العالم وتجتهد  لتبدع لنفسها مكانا فيه .

واختتم بالقول : لازمتني الصفحة فترة طويلة حتى بعد مغادرتها وترك الصحافة ، كان القراء يصلوني عبر الهاتف او البريد الالكترتوني ينشدون توسطي ان امكن لدى هذه الجهة الوزارية او تلك

وعقدت صداقات كثيرة مع عدد من كتاب الصفحة ، وكثير من القراء زرتهم في بيوتهم للتحقق من وضعهم وشكاواهم وخصوصا طلاب المساعدات المالية ، وقارئة طلبت مني شهادة في المحكمة لاني كنت شاهدة على حكايتها ، وتبرع رجل كويتي يزور البلد في الويك اند لاحدى العائلات ذات مرة وتواصلنا مع رقم الهاتف لمدة يومين وسافر الرجل وخسرت العائلة المعونة .

وجاء شاب يطلب اضافة لقب لعائلته ونشرت رسالته وعقبت عليها في مقالي اليومي ، وجاء وفد من عائلة بحرينية تحمل نفس الاسم برئاسة عميدها وهو رجل مسن ويرافقه ابناءه الستة يرفضون هذه الاضافة ؟ وسيدة ناشدتني الطلب من الحكومة سجن ابناءها ( ابناء السوء)لانهم حسب قولها حين يطلق سراحهم يعيثون في الحي فسادا وتخريبا ونشرا للمخدرات

واعتبر تجربتي المعاشة في بريد القراء جهد مبذوول وقد اتى اكله .

قبل النهاية سأقوم بتحليل 3 رسائل ،الاولى عام 1988 والتي تحدثت عن اعداد العمالة الاجنبية واعتبر وقتها الموضوع حساسا فتمت محاسبتي على الرسالة ، والثانية وصلتني عام 2001  لموظف ابلغ عن فساد شركته فتم توقيفه " بالمظنة"  اي لمجرد الشك ، رغم انهم لا يعرفونه ، وعلى مقربة مني وقع الزميل  المرحوم احمد عراد مع في فخ رسالة كيدية تسببت له في مشكلة مع جهاز ، هذا يجيب على سؤال القراء الذي طرحوه علي في لقاء خاص معهم ذات يوم من عام 2000: هل نحن محميين ؟  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة