المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2019
صحفي من فرقة قدور: عصمت الموسوي:  في مطلع صدور صحيفة الأيام عام 1989 تقدم للعمل فيها عدد كبير من الشباب والشابات، كنا في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات نفتقد الصحفيين البحرينيين المحترفين الا ما ندر، وقد استقدمت الصحيفة رؤساء الأقسام ومدير التحرير من مصر والأردن، كانت الجريدة تصدر في 24 صفحة، وتحتاج مادة محلية غزيرة يومية، وكنا نسأل المتقدم للوظيفة عدة أسئلة تتعلق بهواياته وميوله والاهم قدرته على الكتابة الصحيحة، وعني شخصي فقد كنت اهتم بسؤال اولي: ماذا تقرأ؟ اذ كنت أرى انه الطريق الاسهل لمعرفة الشخص، ولاحظت ان البنات اللاتي كن يقرأن للشاعر نزار قباني هن اللاتي تركن العمل الصحفي باكرا، على ان هناك من الطرائف التي لا تنسى، ذات مرة سألت أحد المتقدمين للوظيفة -       ماذا تقرأ؟ -       انا لا اقرأ ابدا -         حتى الجريدة؟ -       وخصوصا الجريدة، بل إني أكره الجرائد، ولم افتح يوما جريدة في حياتي.       - وكيف ستعمل في مكان وانت تكره المنتج الذي يصنعه؟...
زميلاتي الصحفيات.. شكرا: عصمت الموسوي قبل ان اختم سلسلة مقالاتي عن بدايات صحيفة الأيام ومسيرتها ،يجدر بي ان اشير الى الدور الكبير والمؤثر والذي لعبته المرأة في الصحيفة ، كسرت الصحفية البحرينية الصورة النمطية والتقليدية والمعتادة لكتابات المرأة، اذ تجرأت على خوض الكتابة في السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والقانون،وهي حقول كانت قصرا على الذكور ،وعندما دخلت  منطقتنا في الحروب المتتالية ، ذهبت صحفيات الأيام الى ساحات المعارك وحاملات الطائرات وارسل صورهن وتغطياتهن من العراق و الكويت وقبلها من لبنان ،لقد كن هناك في كل موقع خبري وان بدا صعبا وقاسيا وجديدا وغير مألوف على المرأة ، اعرف صحفيات ذهبن مشيا على الاقدام الى المحرق ليلا بسبب الازدحام المروري حيث سقطت طائرة طيران الخليج في صيف 2000 ،وجئن بالقصص الإخبارية الأولى والصور قبل صدور الخبر الرسمي عن الواقعة ، وجاء في احد استطلاعات الراي التي أجرتها المكتبة العامة في أعوام التسعينات ان الايام هي الصحيفة الأولى وان القراء يفضلون بالدرجة الأولى سوسن الشاعر وعصمت الموسوي جنبا الى جنب مع محمد جابر الانصاري وخالد البسام . واللافت ان ...
امنية الراحل علي سيار: عصمت الموسوي نال الراحل علي سيار العديد من الجوائز والتكريم وحظيت سيرته المهنية الطويلة والمتنوعة بشتى الكتابات منذ صحافة الخمسينات والى حين مرضه وعزلته القسرية لاحقا ،لكن كل ذلك لم ينس ولم يعوض علي سيار عن امنيته التي كانت خارج كل ذلك ، كان التكريم بالنسبة لسيار هي حصوله على ترخيص لإصدار صحيفة يومية عبر تحويل مجلة صدى الأسبوع المغمورة والمنسية الى صحيفة ثانية تصطف الى جانب اخبار الخليج الذي أصدرها الراحل محمود المردي - رفيق رحلته الصحيفة - عام 1976 ، ذلك ان الصدى التي تأسست في العام   1969 واكتسبت جاذبية وحضورا من خلال تغطياتها الجريئة لمراحل مهمة في التاريخ السياسي البحريني رغم تواضع إمكانياتها قد انحسر صيتها ووهجها بعد حل المجلس الوطني عام 1975 ، فيما اكتفت الدولة بالسماح لصحيفة واحدة خاضعة بالكامل للضبط والمراقبة استجابة لقانون 1947 للمطبوعات و النشر القاسي ، ولكن علي سيار لم يستسلم ولم يرضخ فراح يصب لجام غضبه على وزير الاعلام السابق الراحل طارق المؤيد محملا إياه المسؤولية في رفض طلبه وفي السماح له بطباعة المجلة لدى مطبعة الحكومة ،اذ كان سيار يعاني ا...
في رحيل جاسم مراد : عصمت الموسوي دخلت الى بيت الراحل جاسم مراد وأنا طفلة صغيرة في المرحلة الابتدائية ، كنت صديقة ابنته المهندسة أسماء مراد "الوكيل المساعد للصرف الصحي بوزارة الاشغال " وكنا نذرع الطريق مشيا على الأقدام من مدرسة السلمانية إلى القفول ثم إلى بيتي في النعيم ،وذلك في الأيام التي لا يأتي جدها محمد مراد لتوصيلها بسيارته ، بدا لي جاسم في تلك الفترة أطول رجل شاهدته في حياتي ،يصل الى أسماعي صوته من بعيد ، صوتا جهوريا صاخبا مجلجلا ، أما زوجته نوره فخرو فقد بدت لي كنجمة سينمائية ، جميلة طويلة وانيقة وهادئة ولا يسمع لها أي صوت ، وكنت أراها دوما منشغلة بكتاب او مجلة ، وتمضي السنوات وأعود الى نفس البيت مرة أخرى لإجراء لقاء صحفي مع جاسم مراد ضمن تحقيق يتناول عثرات الصناعة الوطنية في البحرين ، كنا نعتمد تسجيل اللقاءات في تلك الفترة لتحري مزيد من الدقة في فترة سيطرة قانون المطبوعات الصارم والكاتم على أنفاس الصحافة ، ما أن   أغلقت التسجيل حتى اسر لي جاسم بأحداث ووقائع سياسية كان شاهدا عليها او مشاركا فيها منذ الخمسينات ،كان ذلك في العام 1986 ، كنا نعيش تحت رحمة قانون أمن ال...
قليل المال تصلحه فيبقى ولا يبقى الكثير مع الفساد: عصمت الموسوي ينتمي الراحل جاسم مراد لطبقة النخبة التجارية الثرية، فهو ابن تاجر اللؤلؤ محمد مراد، ولد وترعرع في العز والخير لكنه أيضا ابن مدينة المحرق ذات التاريخ السياسي الطويل معقل الاحتجاجات والتظاهرات في الخمسينات والستينات، انخرط في الحياة السياسية بعمق، تنتمي والدته لعائلة الباكر ذات القرابة بالمناضل عبد الرحمن الباكر الرئيس التنفيذي لهيئة الاتحاد الوطني التي لعبت دورا مهما في مسار الحركة الاحتجاجية والمطالب الإصلاحية ،كل هذه العوامل شكلت شخصيته وعززت وعيه السياسي بالحقوق والعدل والمساواة، ان الانسان مهما تبدلت احواله لا يستطيع الفرار من تاريخه وتجاربه وقدره، لذلك ظلت هذه المحطات ملازمة ل جاسم ومسيطرة على فكره ووجدانه، وجد جاسم في السياسة متنفسا للتعبير والمشاركة ومجالا لتحقيق العدالة وانصاف الضعفاء، كان عضوا في هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات وعضوا في المجلس التأسيسي الذي كتب الدستور وعضوا في برلمان 1973 ، دافع الراحل جاسم مراد دوما عن الطبقة الفقيرة وطالب بتمكينها وادماجها في خطط التنمية ومراعاتها عند اتخاذ الإجراءات وسن ا...
آمن بالله وبالعلم، وكفر بكل ما يعيق مسيرة التقدم: عصمت الموسوي لم تعرف البحرين رجلا تصدى بشجاعة وصراحة ووضوح للتطرف والتعصب الديني والمذهبي ك جاسم مراد، وقد واجه جاسم كل دعاة هذا النهج اثناء ممارسته للعمل السياسي والبرلماني والخيري والتجاري ،كما قرأ واستمع الى اطروحاتهم من خلال الندوات والصحافة وقد احتك بهم وجرب العمل معهم وحاورهم وفند حججهم بالمنطق وبلغة العصر غير خائف ولا متردد " ان لم نفعل ذلك فسوف يكتسحون وينشرون فكرهم ويقيمون دولتهم في النهاية كما فعلت طالبان وداعش " لذا عاب جاسم على المثقفين العلمانيين والليبراليين خوفهم من مواجهة جماعات الإسلام السياسي بسبب لغتهم "المتعالية " التي لا تصل الى الناس العاديين. تقوم أفكار جاسم على رؤية عصرية للدين الإسلامي الذي أصيب بالنكبة - حسب جاسم - يوم اغلق باب الاجتهاد وقيل لامة الإسلام، حذار من التفكير واستخدام عقولكم الفردية، فقد فكر واجتهد قبلكم الاقدمون السالفون، فاحتكروا الحقيقة الدينية والحياتية ،مع ان الدين ليس حكرا على احد ، ثم جاءت مناهج الحفظ والتلقين فأنتجت بشرا يخافون من التفكير خارج الصندوق المعد لهم سل...
صحافة الرأي الواحد : عصمت الموسوي  اذا هبت رياح التغيير فجدير بالناس ان يتعايشوا مع الحاضر ويخططوا للمستقبل لا ان يستنجدوا بالماضي لاستعادة امجاده، تصدر في بلدنا اليوم اربع صحف ورقية، كلها نسخ متطابقة من بعضها البعض، اشاهدها على رفوف المحلات وهي تتناقص يوما اثر يوم، لا سبق صحفي ولا تحقيق مثير ولا مقال لافت ، وثمة من يقول ان جميع الصحف تتنافس اليوم لإرضاء الحكومة فقط ، مانشيتاتها هي نفسها صدر الخبر الأول في التلفزيون والإذاعة ووكالة الانباء ، ولو غابت أي صحيفة صباح اليوم التالي لما شعر الناس باختفائها . وقبل صدور الأيام، كان السؤال " هل تحتمل البحرين صحيفة ثانية؟ وصدرت الأيام ونجحت وصدرت صحف أخرى ونجحت نسبيا ولزمن محدد، واختبر الشعب البحريني جرعة بسيطة من التنوع والتعدد والاختلاف في الرأي، ثم عدنا الى المربع الأول، صحافة الرأي الواحد الرسمي تحديدا، وصحافة الرأي الواحد ليست صحافة بل مجرد ورق وحبر والوان وصور وإعلان . والأيام كما هو معروف جريدة وفرت لها الدولة كل الدعم من قرض مالي للتأسيس، ومقر مجاني وارض لكي تقيم عليها مبناها الخاص، وكلها تسهيلات من شأنها ان تجعلها تتبوأ ال...
جاسم مراد والأيام : عصمت الموسوي صباح الخير أبو صلاح ... عندي لك اليوم قصة جديدة -        قولي عائلة بحرينية والعائل سجين على ذمة قضية جنائية في مصر -        وماذا يريدون؟ -        تذاكر سفر لزيارته. اذهبي لزيارتهم وتحققي من الحكاية وسأرسل لك التذاكر غدا صباحا.. بهذه السرعة، وبهذه البساطة، وعبر توليفة ثنائية تقوم على الثقة والصدق والشفافية بيني انا الصحفية وبين  الراحل الجميل جاسم مراد تعاطينا مع الشأن المجتمعي المتعلق باحتياجات الناس التي ترد الى زاوية بريد القراء في صحيفة الأيام، وقمنا بمساعدة العديد من العائلات والافراد عينيا وماليا ، هو الممول وانا الوسيط ،لا يسألني جاسم عن التفاصيل وأين ومتى وكيف ؟ " توكلي على الله " ، تلك جملته المعتادة ، بعد سنوات من ترك المهنة سوف انسى كل شي ، متاعب المهنة وايامها الحلوة والمرة ، الا تلك الفرحة والسعادة التي كنت اشاهدها على وجوه هؤلاء الناس البسطاء ، وكثير منهم لم يعرفوا جاسم ولم يسمعوا به ،ولم يرد جاسم الالتقاء بهم تفاديا للحرج وحفظا ...

مبنى صحيفة الايام في الجفير

صورة
الأيام :النجاح الصحفي والنجاح التجاري : عصمت الموسوي . تحدثت في مقال الامس عن بداية وظروف تأسيس جريدة الأيام، ومناسبة هذه المقالات تتزامن مع " صورة هدم مبنى الأيام في الجفير " والتي التقطها أحد زملاء المهنة وانشأ على اثرها جروبا لاستعادة التواصل والذكريات الجميلة بين رفقاء المهنة. عن المبنى الذي شهد ولادة الصحيفة و20 عاما من عمرها (1989 - 2009) يروي الزميل وحيد البلوشي الذي كان وقتها مسؤولا عن صفحة التقنية في جريدة الأيام ا(مدير الخدمات الالكترونية بهيئة تنظيم سوق العمل ) حاليا يروي انه رافق ذات يوم من أيام التسعينات باحثا انجليزيا كان يود مشاهدة المبنى الذي كان يتبع السلطة الإنجليزية، فقال له والعهدة على الباحث الإنجليزي : ان هناك نفقا سريا يربط المبنى بالبحر او بمبنى اخر يمر تحت الممر الطويل الذي يمتد من صالة مدخل الاستقبال وحتى قاعة التحرير، والمعلومة غريبة ودافعة للسؤال: هل كنا نقيم في مبنى استخباراتي   ونحن لا ندري؟ لن اتحدث عن سر النفق ولكن عن سر نجاح الأيام في تلك الفترة الزمنية، وهو يعود الى عدة عوامل كثيرة، منها: أولا توقيت صدورها عام 1989 والأحداث السياسية ...
تلك الأيام : عصمت الموسوي:  كيف يكون شعورك اذ ترى المبنى الذي عملت فيه وقضيت فيه شطرا كبيرا من عمرك وقد تحول الى ركام او اطلال او حل محله مبنى آخر وقضى الجديد على القديم تماما ؟ يختلف الناس في التعاطي مع هذا المشهد، فثمة من يستحضر الأيام الحلوة والذكريات الجميلة وثمة من يتوقف عند النهايات الحزينة والتي قد تكون طبعت ورسخت علاقته بالمكان والأشخاص والوقائع. المكان الذي اشير اليه هو مبنى صحيفة الايام في الجفير ،فذات يوم قرر الوزير الراحل طارق المؤيد تأسيس صحيفة يومية ثانية عام 1989 ، واختار لها عددا من الإعلاميين لتأسيسها والعمل فيها عبر تمكينهم من امتلاك اسهم فيها ، وبذلك يكون الصحفيون شركاء لا مجرد موظفين اجراء في صحيفتهم " الوصفة البديهية للنجاح التجاري في أي مشروع " وذلك بدعم من الدولة وعبر قرض حسن يسدد على مراحل لاحقا ،أي حين تتمكن الصحيفة من اثبات مكانتها والاعتماد على نفسها والاستقلال بذاتها ، وماهي الا سنوات بسيطة حتى استطاعت الأيام ان تشق طريقها كالصاروخ وان تطرح نفسها كصحيفة شبابية متجددة وان تستقطب افضل الأقلام ، وان تنال ثقة الشارع البحريني وان تكون على كل لسان...